أضحت التكنولوجيا حاضرةً في كلّ مجال من مجالات الحياة، لما لها من دورٍ متميّز في تحقيق الازدهار والتّطور في كلّ مجال تدخل فيه، ومن المجالات التي تدخلّت بها التكنولوجيا المجال الزراعيّ؛ حيث أُدخلت التكنولوجيا والتقنيات الحديثة من اختراعات وابتكارات متميّزة في عالم الزراعة؛ بهدف تحسين الزراعة وتحقيق الأهداف المرجوّة من ذلك، وفيما يلي يُقدّم لكم هذا المَقال التّقدم التكنولوجيّ في مَجال الزراعة.
الزراعة بالميكروويف (Microwave)
تُعتبر الزراعة بالميكروويف من التقنيات التكنولوجية الحديثة التي دخلت إلى مجال الزراعة، وأصبح بالإمكان زراعة ونموّ الفراولة والخوخ ونباتات الزينة في بيوت محميّة بالميكروويف، بحيث يتم تدفئتها عن طريق الموجات متناهية القصر المعروفة بالميكروويف “Microwave”، ويُمكن الاستفادة من هذه التقنية لزراعة المناطق الصحراويّة القاحلة، ويُذكر أنَّ المخترع البريطاني وليام جونسون نجح في تحقيق الريادة في التقنية الزراعية الجديدة لإحداث ثورة في مجال زراعة المحاصيل والنباتات في أيّ مكان، وتقوم الزراعة بتقنية الميكروويف من خلال تسخين موجات الميكروويف النباتات، من أجل تحفيزها على النموّ، وتمتاز هذه التقنية بسهولة التعامل معها ونجاح استخدامها.
الجينات والزراعة
ساعد التطور التكنولوجيّ في تطوير الزراعة بشكل كبير، إذ نجح العلماء في ري القمح بماء البحر، وذلك من خلال نقل جينات نبات الشيلم عالي البروتين إلى نبات القمح، ليُساعد ذلك على إنتاج محصول زراعيّ جديد يُعرف باسم محصول القمحليم؛ الذي يستطيع النمو في الأراضي فقيرة الخصوبة، كونه يحتاج إلى كمية قليلة من الأسمدة ولديه المَقدرة على تحمّل المياه ذات الملوحة المرتفعة، كما تلعب الزراعة الجينية دورًا رياديًا في إنتاج الغذاء؛ إذ تُتيح للنبات تكوين كمّ أكبر من المواد الغذائية دون الحاجة إلى الطاقة الضوئية.
تقنية الحمض النووي المطعم في النبات
يُمكن إنتاج مواد النكهة والرائحة والطعم باستخدام تقنية الحمض النووي المطعم في إيلاج بعض الجينات النباتيّة، خاصةً النكهة والطعم والرائحة، بغض النظر عنها إنْ كانت طبيعية أم مستنسخة في الحمض النووي؛ بهدف منح رائحة ما أو طعمًا ما؛ هذا بالإضافة إلى إدخال رائحة جديدة إلى الزهرة، الأمر الذي يُساعد في إنجاح عملية تلقيح الأزهار وتعديل جينيوم الزهرة، وكل هذا يُحقق الفائدة المرجوّة في رفع نسبة التكوين الثمريّ وبالتالي توفير الغذاء.
تقنية التسميد الذاتي
تُعدّ تقنية التسميد الذاتي للمحاصيل الزراعيّة من التقنيات الحديثة التي أُدخلت في مجال الزراعة، حيث تعمل جذور بعض النباتات مثل البقوليات على استضافة بكتريا العقد الجذرية، التي تعمل على تثبيت النيتروجين الجويّ لتحقيق استفادة النبات منه، كما تمكّن العلماء من الكشف عن التتابع الوراثي لبكتريا التأزت، وتطوير صناعة الجينات الخاصة بها وكذلك تطعيمها في الحمض النووي لبعض النباتات، وخاصةً تلك الأنواع من النباتات التي تحتاج إلى سماد آزوتي.
تقنية مكافحة الآفات
نجح علماء الهندسة الوراثية في اكتِشاف أنَّ بعض النباتات تقوم أنسجتّها بإفراز مواد كيماوية قاتلة للآفات، أو طاردة لها من خلال الدور الذي تؤديه في تنفير الآفات عن المحاصيل الزراعيّة، وتتكون هذه المواد المكافحة للآفات من جينات مُحددة بشفرة معينة تُساعد أنسجة النباتات على إنتاجها، كما تمَّ اكتشاف القدرة على استنساخ تلك الجينات في نباتات أُخرى تُمكّنها من إفراز مواد قاتلة للآفات التي تقترب منها.
تقنية الروبوت في الزراعة
شهدت أواسط الثمانينيات بداية التوّجه إلى استخدام الروبوت في القطاع الزراعيّ؛ بهدف المحافظة على معدلات نموّ الإنتاج الزراعي، حيث تمَّ تسخير العديد من الروبوتات في تمهيد التربة وتسميدها، وكذلك في الحراثة، واقتلاع الحشائش، ورش المبيدات، ونثر الأسمدة، بالإضافة إلى دورها في جني الثمار والفواكه من الحدائق؛ هذا بالإضافة إلى إمكانية تسخير الروبوت للتعرُّف على الفواكه الناضجة من غيرها، وكذلك جني الجذور المائية من تحت سطح الماء. كما تمّ تطوير روبوت صديق للفلاح يُساعده في تنطيف الأرض والقضاء على الآفات الزراعيّة.
تقنية الزراعات المحمية والحاسب
يقصد بهذه التقنية المقدرة على زراعة العديد من المحاصيل الزراعيّة بطريقة محميّة، تُدعى بالصوبات أو البيوت المحمية، يتم من خلالها وقاية المحاصيل من الظروف الجوية غير المُناسِبة لها، مع إمكانية إنتاج المحاصيل في غير مواسمها المعتاد توّفرها فيها.
هذه أبرز التقنيات الحديثة في مجال الزراعة، ولا يزال التطور التكنولوجيّ يُخفي في جُعبته المزيد من الابتكارات والتّقنيات التي تلعب دورًا لا مثيل له في تطوير الزراعة وتقنياتها المختلفة.